ذنـــــــــــــــــــــــــــوب المـــــــــــــــــــــــــــــوت
هذه القصيدة للشاعر تميم البرغوثي (شاعر القدس) الى القدس يقول فيها:
| قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ | ولا تَخْذِلي مَنْ باتَ والدهرُ خاذِلُهْ |
| الا وانجديني انني قل منجدي | بدمع كريم ما يخيب زائله |
| اذا ما عصاني كل شي اطاعني | ولم يجري في مجرى الزمان يباخله |
| بإحدى الرزايا أو الرزايا جميعها | كذلك يدعو غائب الحزن ماثله |
| إذا عجز الإنسان حتى عن البكى | فقد بات محسودا على الموت نائله |
| وإنك بين أثنين فاختر ولا تكن | كمن أوقعته في الهلاك حبائله |
| فمن أمل يفنى ليسلم ربه | ومن أمل يبقى ليهلك آمله |
| فكن قاتل الآمال أو كن قتيلها | تسوى الردى يا صاحبي وبدائله |
| أَنَا عَالِمٌ بالحُزْنِ مُنْذُ طُفُولَتي | رفيقي فما أُخْطِيهِ حينَ أُقَابِلُهْ |
| وإنَّ لَهُ كَفَّاً إذا ما أَرَاحَها | عَلَى جَبَلٍ ما قَامَ بالكَفِّ كَاهِلُهْ |
| يُقَلِّبُني رأساً على عَقِبٍ بها | كما أَمْسَكَتْ سَاقَ الوَلِيدِ قَوَابِلُهْ |
| وَيَحْمِلُني كالصَّقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُ | وَيَعْلُو به فَوْقَ السَّحابِ يُطَاوِلُهْ |
| فإنْ فَرَّ مِنْ مِخْلابِهِ طاحَ هَالِكاً | وإن ظَلَّ في مِخْلابِهِ فَهْوَ آكِلُهْ |
...
| |
| عَزَائي مِنَ الظُّلاَّمِ إنْ مِتُّ قَبْلَهُمْ | عُمُومُ المنايا مَا لها مَنْ تُجَامِلُهْ |
| إذا أَقْصَدَ الموتُ القَتِيلَ فإنَّهُ | كَذَلِكَ مَا يَنْجُو مِنَ الموْتِ قاتلُِهْ |
| فَنَحْنُ ذُنُوبُ الموتِ وَهْيَ كَثِيرَةٌ | وَهُمْ حَسَنَاتُ الموْتِ حِينَ تُسَائِلُهْ |
| يَقُومُ بها يَوْمَ الحِسابِ مُدَافِعاً | يَرُدُّ بها ذَمَّامَهُ وَيُجَادِلُهْ |
| وَلكنَّ قَتْلَىً في بلادي كريمةً | سَتُبْقِيهِ مَفْقُودَ الجَوابِ يحاوِلُهْ |
...
| |
| ترىالطفلَ مِنْ تحت الجدارِ منادياً | أبي لا تَخَفْ والموتُ يَهْطُلُ وابِلُهْ |
| وَوَالِدُهُ رُعْبَاًَ يُشِيرُ بَكَفِّهِ | وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَاصِ أَنَامِلُهْ |
| أَرَى اْبْنَ جَمَالٍ لم يُفِدْهُ جَمَالُهُ | وَمْنْذُ مَتَي تَحْمِي القَتِيلَ شَمَائِلُهْ |
| عَلَى نَشْرَةِ الأخْبارِ في كلِّ لَيْلَةٍ | نَرَى مَوْتَنَا تَعْلُو وَتَهْوِي مَعَاوِلُهْ |
| أَرَى الموْتَ لا يَرْضَى سِوانا فَرِيْسَة ً | كَأَنَّا لَعَمْرِي أَهْلُهُ وَقَبَائِلُهْ |
| لَنَا يَنْسجُ الأَكْفَانَ في كُلِّ لَيْلَةٍ | لِخَمْسِينَ عَامَاً مَا تَكِلُّ مَغَازِلُهْ |
...
| |
| وَقَتْلَى عَلَى شَطِّ العِرَاقِ كَأَنَّهُمْ | نُقُوشُ بِسَاطٍِ دَقَّقَ الرَّسْمَ غَازِلُهْ |
| يُصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ يُوطَأُ بَعْدَها | وَيَحْرِفُ عُنْهُ عَيْنَهُ مُتَنَاوِلُهْ |
| إِذَا ما أَضَعْنَا شَامَها وَعِراقَها | فَتِلْكَ مِنَ البَيْتِ الحَرَامِ مَدَاخِلُهْ |
| أَرَى الدَّهْرَ لا يَرْضَى بِنَا حُلَفَاءَه | وَلَسْنَا مُطِيقِيهِ عَدُوَّاً نُصَاوِلُهْ |
| فَهَلْ ثَمَّ مِنْ جِيلٍ سَيُقْبِلُ أَوْ مَضَى | يُبَادِلُنَا أَعْمَارَنا وَنُبَادِلُهْ |
قصيدة جميلة جدا ومؤثرة أتمننى النصر
ردحذفلأخواننا المسلمين في فلسطين وسوريا و جميع
الذول المسلمة